يبدو أن طلبة التمريض والخريجين، عازمون على الاستمرار في إحتجاجاتهم التي بدأت منذ مدة ضد “سياسات وزارة الصحة” بالقطاع.
وخرج المئات من الممرضين والطلبة، في مسيرة إحتجاجية بالشموع، انطلقت من معهد التكوين في المهن التمريضية المتاخم لمستشفى الفارابي بوجدة، في اتجاه شارع محمد الخامس وشارع عبد الرحمان حجيرة (شارع مراكش سابقا).
المحتجون رفعوا شعارات منددين باعتماد مقاربة تتوخى التوظيف بالتعاقد عبر استخدام عدد من الهيئات الوسيطة في هذا المجال.
مسيرة وجدة
وكشف الممرضون، أن مسرة الشموع التي نظموها أمس، تأتي في سياق تنزيل “مخرجات البيان الوطني للتنسيقية الوطنية للطلبة والخريجين والممرضين وسيرا في صمودها ومواجهتها للسياسات الفاشلة لوزارة الصحة الرامية إلى فرض التعاقد على الجسم التمريضي ودمج خريجي المعاهد الخاصة للتكوين المهني في الوظيفة العمومية”.
كما تأتي وفق نفس المصدر “في ظل الحملة الاعلامية الشرسة التي تسعى دائما لتلطيخ سمعة الممرض المغربي كلما أتيحت الفرصة لذلك، ناسية المجهودات التي يقدمها أصحاب الوزرة البيضاء في كل فج من بقاع الوطن”.
وفي هذا السياق، أبرز عبد الصمد يعكوبي، وهو ممرض ومنسق التنسيقية بوجدة، أنهم يحتجون من أجل المطالبة بتحقيق مطالبهم التي قال بأنها مطالب “مشروعة وعادلة”.
وأضاف، في تصريح لشمس بوست، أن أول مطلب ملح بالنسبة لهم، هو عدم القبول التام بالتعاقد على إعتبار هذه الصيغة من التوظيف أبانت عن فشلها في قطاع التعليم والجميع اليوم يعرف ذلك.
وأبرز أن الطلبة والخريجين، يخضعون لتكوين شبه عسكري لمدة ثلاث سنوات، وفي النهاية يتم مواجهتهم بالتعاقد، وهو أمر يرفضه الخريجون، بل إعتبره المسمار الأخير الذي يتم دقه في نعش الطلبة.
التعاقد فاشل
قبل أسابيع قليلة، عقد الممرضون، لقاء وطنيا في مدينة وجدة، تدارسوا خلاله وضعهم.
وفي هذا اللقاء، أكد الطلبة والخريجون، على رفضهم لسياسة التعاقد بقطاع التعليم العمومي، والتي أبانت على حد تعبيرهم في بيانهم الذي أصدروه على هامش اللقاء أنها “سياسة فاشلة”.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذه السياسة يتم استنساخها على مستوى قطاع الصحة، عبر جمعيات المجتمع المدني، و المجالس الجهوية والجماعات المحلية ضاربة بعرض الحائط صحة المواطن المغربي من خلال استقدامها لأشخاص لا يمتون بصلة لمهنة التمريض.
تهديد المجانية
الممرضون يؤكدون بأن الدولة والوزارة لم تقف عند هذا الحد، ولم يكفيها ما وصفته بـ”تدمير صحة أبناء الشعب”، بل قامت “تستهدف حقهم في تعليم عمومي مجاني وذلك بعزمها تمرير مشروع قانون إطار 51ـ17”.
إضافة إلى كل هذا فقد ذهبت “تهدم أخر أمال الشباب المغربي في حقهم في الشغل والولوج إلى الوظيفة العمومية والمساهمة في بناء هذا الوطن، وذلك عن طريق بلورة مشروع نظام جديد للوظيفة العمومية يروم استبعاد الموظف المغربي بتقييد حرياته ونسف حقوقه المهنية والاجتماعية” على حد تعبيرهم.
تعليقات ( 0 )