توفيق : تابعنا أمس مسرحية ولم نتابع مناظرة جهوية حول التعليم العالي بالشرق

في الوقت الذي كان الجميع ينتظر، أن تعقب مداخلات المتدخلين الرسميين المشاركين في “المناظرة الجهوية” حول التعليم العالي بجهة الشرق، لبلورة نموذج جديد للجامعة، ـ أن يعقب ذلك ـ نقاش للحاضرين وورشات يعبرون فيها عن أرائهم ووجهات نظرهم لبلورة تصور ونموذج حقيقي نابع من النقاش ومشاركة كل الأطراف المعنية، إعتمد المنظمون منهجية خاصة في تدبير هذه المحطة التي احتضنها مركب المعرفة ضواحي وجدة أمس الأحد.

 

في هذا السياق كشف محمد توفيق عضو مجلس جهة الشرق، الذي حضر أشغال “المناظرة” بنية المشاركة في النقاشات والورشات التي كان يفترض أن تعقب مداخلات الأطراف الرسمية، إلا أنه فوجئ “بمناظرة” دون نقاش .

 

وقال توفيق “بعد إلقاء كلمات الوزير والوالي ورئيس الجهة ورئيس الجامعة، كنت أنتظر أن يعقب ذلك نقاش وورشات كما هو الشأن لجميع المناظرات التي شاركت فيها منذ المناظرة الأولى في 1997 حول إعداد التراب، غير أن ذلك لم يتم”.

 

وأضاف “بعد المداخلات الرسمية، أعلن المسير عن وجود 5 أسئلة سيفصح عليها وينادي على الأشخاص الذين سيجيبون عنها، والذين لم يكونوا سوى نواب رئيس مجلس الجهة، إذ تكلف كل واحد منهم بالاجابة عن سؤال واحد”.

 

واسترسل توفيق: “الواقع تفاجئت بتحول دعوتنا للمشاركة في مناظرة إلى دعوة للتفرج على مسرحية لإبتكار نموذج جديد للمناظراة. مناظرة تهيئ لتصور رهن الإشارة، يحتاج تمريره عبر قاعدة شكلية، عنوانها المناظرة” .

 

وزاد “خلال الأجوبة التي تقدم بها نواب رئيس مجلس الجهة عن الأسئلة التي جرى تحضيرها وتحضير أجوبتها مسبقا، تقدمت بنقطة نظام عن المنهجية التي اعتمدت، وتساءلت ما إذا كان سيسمح للحاضرين بالنقاش، حينها أبلغ بأنه لن يكون هناك نقاش عام”.

بإصرار توفيق على النقاش، أتيح له المجال للإدلاء برأيه وعن ذلك قال: “توجهت للوزير بالقول: بحكم حضوري للعديد من المناظرات منذ 1997 لم يسبق لي أن وقفت على مناظرة بمنهجية خاصة”.

 

وأضاف “قلت له أيضا، على الأقل كان عليكم اخبارنا بهذه المنهجية التي اعتمدتها لتدبير هذه المحطة”.

وأضاف : في تدخلي قلت للوزير إن المتدخلين باسم الجهة (اقصد الوالي ورئيس الجهة ونوابه ) كلهم أكدوا على التعامل الجيد والممتاز للجهة مع الجامعة، وذلك بعرض إتفاقيات الشراكة التي أبرمت مع الجامعة وإنجازات الجهة لفائدة الجامعة .وكانت التدخلات كلها إشادات بالجامعة . ٌقلت للوزير : إذا كان الأمر كذلك فلا داعي لعنونة موضوع « المناظرة » بالتسريع الذي يدل على الإستعجال .

 

وعقّب توفيق على ما جاء في الكلمات الرسمية، وبخاصة ما جاء على لسان رئيس مجلس جهة الشرق ووالي الجهة، وقال: “كلمة رئيس مجلس الجهة تحولت لاستعراض إنجازات الجهة لفائدة الجامعة . رغم أن هذه الإنجازات مهمة لكن لم يكن هذا الفضاء هو المناسب لاستعراض الإنجازات بقدر ما كان يجب طرح مخرجات يمكن أن تضع الجامعة على السكة الصحيحة”.

 

ومما يؤكد أيضا أن اللقاء المنظم لا يعكس “مفهوم المناظرة”، كونه (اللقاء) إنتهى بتوقيع اتفاقيات بين وزارة التعليم العالي و مجلس جهة الشرق، وهي سابقة في تاريخ هذه اللقاءات التي تنظم حصريا لطرح الأفكار والنقاشات.

 

والحقيقة يضيف توفيق : إن عرضت المنهجية والمواضيع التي طرحت في هذا اللقاء « المناظرة »، على الباحثين والمختصين، سيكون المنظمون أمام موقف محرج لا فراغهم مفهوم المناظرة من مدلولاته.

 

ويبدو أن وزير التعليم العالي وفق نفس المصدر “يعتمد منهجية خاصة” في هذه المناظرات الجهوية، وهي منهجية شكلية لاتشوش له على برنامجه الذي يريد تنزيله في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)