طلبة باحثون بسلك الدكتوراه غاضبون من حرمانهم من المنحة ويؤسسون تنسيقية وطنية للدفاع عن مشاكلهم

شهدت بلادنا خلال الآونة الأخيرة الإعلان عن تأسيس تنسيقية وطنية للباحثين بسلك الدكتوراه، الذين تم حرمانهم من منحة التعليم العالي، التنسيقية المذكورة تم تأسيسها تحت شعار: ” المنحة استثمار في البحث العلمي وليست إحسانا “.

وتأتي هذه الخطوة، وفق الأرضية التي تمت صياغتها في هذا الصدد، والتي يتوفر موقع “شمس بوست” على نسخة منها، للفت انتباه الحكومة بخصوص جملة من المشاكل العويصة والمتنوعة التي تقف عثرة في وجه الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه على مستويات عدة، انطلاقا من شح المراجع التي يمكن للطالب الباحث الإعتماد عليها لإنجاز بحثه، وصولا إلى أهم عائق، ويتعلق الأمر هنا بالإمكانيات المادية باعتبارها أهم حافز ومشجع للطالب الباحث لإنجاز مهمته في ظروف عادية، وتتيح له أن يعطي قيمة مضافة للمنظومة العلمية ببلادنا، عائق أرهق تفكير الطبقة الميسورة، فما بلك بالطلبة الباحثين المتحدرين من فئات إجتماعية هشة بالكاد تتقاتل مع الوقت اليومي، وما أدراك بوسعها توفير حاجيات طالب باحث بسلك الدكتوراه، لكون أن العملية تحتم على الطالب الباحث أن يكون حاضرا في الجامعة، وخارجها أيضا من خلال مواكبة ومتابعات الندوات والمتلقيات العلمية لتوسيع معرفته حتى يكون جاهزا لإنجاز بحث مفيد للمنظومة العلمية ببلادنا التي أصبح من اللازم عليها التحرك وعلى أكثر من صعيد للتصالح مع البحث العلمي من خلال توفير الدعم المادي واللوجيستيكي للطلبة الباحثين بسلك الدكتورة لإغناء الرصيد المعرفي للمغرب، وبين وباء كورونا المتجدد الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص بمختلف دول العالم، أن البحث العلمي قاعدة أساسية لإخراج البشرية في المأزق الذي تعرفه جراء إنتشار هذا الوباء.

تنسيقية الطلبة الباحثين بسلك الدكتوراه تطرقت خلال أرضيتها، أيضا إلى مشاكل أخرى، تعيق عمل الطالب الباحث من بينها، تمركز المكتبات العلمية الكبيرة والتي يمكنه أن يجد فيها ضالته العلمية، بمدن المحور، ما يفوت الفرصة على غالبية الطلبة الذين لا تسمح لهم ظروفهم المادية التنقل إلى الدار البيضاء أو الرباط قصد الإستفادة من الخدمات العلمية التي توفرها هذه الأمكنة من مراجع لا يمكن الاستغناء عنها لإنجاز بحث متكامل يستوفي الشروط المطلوبة، إضافة إلى عائق آخر، ويخص آليات التواصل الحديثة من صبيب الإنترنيت وهواتف ذكية وحواسيب للتعلم عن بعد وغيرها من المشاكل الأخرى التي أصبحت تؤرق بال الباحثين بسلك الدكتوراه.

ورغم هذا الوضع المتأزم، إلا أن الحكومة المغربية أدارت ظهرها للطلبة الباحثين، بل الأكثر من هذا قامت الحكومة بإقصاء وتغييب العديد من الطلبة من المنحة المالية السنوية برسم الموسم الجامعي الحالي، وخاصة على مستوى سلك الدكتوراه، رغم أنها تدرك خطورة حرمان طالب باحث من تلك المنحة الهزيلة، معناه قطع ذلك الحبل السري الذي قد يضمن له نسبيا متابعة دراسته العليا، فالحكومة تعي جيدا أيضا أن الإجهاز على منحة الطالب وما يترتب عنه من نتائج صادمة، كتلك التي أعلن عنها المجلس الأعلى للتربية والتكوين الذي أشار إلى أن 10 في المائة من الطلبة الباحثين بسلك الدكتوراه على الصعيد الوطني الذين يتمكنون من الوصول لخط النهاية لمناقشة الأطروحة دون الحديث عن معايير الجودة المطلوبة.

وتساءلت تنسيقية الطلبة الباحثين بسلك الدكتوراه خلال ارضيتها، عن الشعارات الرنانة والبراقة التي رفعتها حكومة العدالة والتنمية في خطابها الإعلامي والسياسي، قبل أن تضرب كل هذه الشعارات عرض الحائط، وتعمل على نص قوانين يتم بموجبها حرمان الطالب من حقه بالاستفادة من المنحة لمواجهة مصاريف وتكاليف بحثه.

ولم يقف الأمر، عند هذا الحد، بل تطرقت التنسيقية لعدة قضايا تهم الطالب الباحث بسلك الدكتوراه، صبت كلها في معاناته اليومية مع قلة الإمكانيات، والصمت الرهيب للحكومة بخصوص معالجة هذه القضايا، لتدليل الصعاب أمام الطالب الباحث الذي يؤمن بكون أن استفادته من ميزانية الدولة لتمويل بحثه حق مشروع وليس صدقة أو إحسان من الحكومة.

.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)