منذ واقعة “البلوكاج”، التي أنهت مهام عبد الإله بن كيران، على رأس الحكومة، لم يغادر الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، محور مدينة الرباط، في مهمة تأطيرية حزبية، أو تنشيط لقاء يهم أعضاء الحزب، رغم أن الرجل كان أمينا عاما لأول حزب في المغرب، وأول رئيس حكومة في ظل الدستور الجديد الذي جاء بمؤسسة رئاسة الحكومة بدل الوزير الأول، وتجربته هذه قد تكون محط رغبة في تقاسم تفاصيلها من طرف أعضاء حزبه على الأقل.
الواقع أن “إحجام” بن كيران، عن عقد لقاءات مع مناضلي حزبه، كان مفهوما، ووفق العديد من المقربين منه وكما كتب حينها، راجع بالأساس إلى صدمة الإعفاء من مهمة تشكيل الحكومة، وأيضا لشعوره بأن مكانه بين إخوانه أصبح يضيق ولم يعد يتسع له، حتى كاد ذات يوم أن “يعتزل العمل السياسي”، كما أكد هو في إحدى التسجيلات التي شرع أخيرا في نشرها بانتظام، عبر عدد من صفحات التواصل الاجتماعي من ضمنها صفحته على موقع الفايس بوك.
لكن الخرجات الأخيرة لبن كيران، سواء في مواقع التواصل الإجتماعي، أو في الجنائز التي يحضرها، والتي تصل في الكثير من المرات إلى أكثر من جنازتين في ظرف أسبوع واحد، بدأت تطرح العديد من الأسئلة حول المغزى منها، ولعل أهم هذه الأسئلة: هل يعود حضور بن كيران في الواقع، كما هو عليه الحال في العالم الإفتراضي؟
بن كيران قال أكثر من مرة، بأن خرجاته على مواقع التواصل الإجتماعي، ليست إلا خطوة في إتجاه التفاعل مع هموم المواطنين وما يشغلهم، لكن مصدر مقرب من الرجل يؤكد بأن لديه رغبة أيضا في الحضور على مستوى الميدان، وهي رغبة ممزوجة حتى الأن بنوع من التردد، ففي الوقت الذي يسعى إلى الحضور، يخشى أيضا أن يكون حضوره، سببا في العودة إلى المربع الأول في علاقته مع عدد من قيادات الصف الأول في الحزب، بعد الأشواط التي قطعها الحوار الداخلي للحزب، واستعداد الحزب عرض مخرجاته.
في هذا السياق، كشف مصدر آخر من الحزب، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الحزب على مستوى المنطقة الشرقية، عازم على دعوة بن كيران في أبريل المقبل، لعقد لقاء تواصلي، مشيرا إلى أن بعض القيادات في الحزب بوجدة، تواصلت مع رئيس الحكومة السابق، وأعطى موافقة مبدئية على تنشيط اللقاء، وهو ما يؤكد بأن بن كيران يسعى إلى العودة إلى الميدان، لكن، هل ستكون عودته من المنطقة الشرقية؟
اسي عبدالإله بنكيران احسن رجل سياسي في تاريخ المغرب ولاكن للأسف لم يتركه التماسيح منهم اخنوش