عاجل.. بوتفليقة يتراجع عن الترشح.. ويؤجل الانتخابات

يوم واحد بعد عودته من رحلة العلاج بسويسرا، قرر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة التراجع عن الترشح لعهدة خامسة، كما قرر تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أبريل المقبل.

وفيمايلي نص رسالة بوتفليقة التي وجهها للشعب الجزائري:

بسم الله الرحمن الرحيم

            والصلاةُ والسلام على أشرفِ المرسلين

            وعلى آلهِ وصحبِه إلى يوم الدّين

            أيتها الـمواطنات الفضلياتي

            أيها الـمواطنون الأفاضلي

تمُرُّ الجزائر بمرحلة حساسة من تاريخها. ففي الثامن من شهر مارس الجاريي و  في جُمعةِ ثالثة بعد سابقتيها شهِدت البلادُ مسيرات شعبية حاشدة. ولقد  تابَعـْتُ كل ما جرى و كما سبق لي وأن أفضيت به إليكم في الثالث من هذا الشهري إنني أتفهمُ ما حرك تِلكَ الجُموعِ الغفيرة من المواطنين الذين اختاروا  الأسلوب هذا للتعبيرِ عن رأيهم ذلكم الأسلوب الذي لا يفوتني مرَّة أخرىي أن  أنوه بطابعه السلـمي.

إنني لأتفهم على وجهِ الخصوص تلك الرسالة التي جاء بها شبابنا تعبيرًا عما  يخامرهم من قلق أو طموح بالنسبة لمستقبلهم ومستقبل وطنهم. وأتفهَّمُ كذلك  التباين الذي وَلَّدَ شيئًا من القلق بين تنظيم الانتخابات الرئاسية في موعد مناسب تقنيا من حيث هو معلـم من معالـم حكامة الحياة الـمؤسساتية والسياسية و بين التعجيل بفتح ورشة واسعة بأولوية سياسية قصوى للغاية و من دون تعطيل غير  مبرر الـمتوخى منها تصور و تنفيذ إصلاحات عميقة في الـمجالات السياسية و  الـمؤسساتية و الاقتصادية والاجتماعية بإشراك على أوسع ما يكون و أكثر  تمثيلاً للـمجتمع الجزائري بما فيه النصيب الذي يجب أن يؤول للـمرأة و  للشباب.
إنني أتفهمُ كذلكي أنّ مشروع تجديد الدولة الوطنيةي الذي أفصحتُ لكم  عن أهمِّ مفاصلهي يجدر أن يضفى عليه الـمزيد من التوضيح وأن يتم إعدادها حتى  نتفادى أية ريبة قد تخامر الأذهــــان وذلك باستجماع الشروط اللازمة و الظروف  الـملائمة لتبنيه من قبل كل الطبقات الاجتماعية و كل مُكوِّنات الأمة  الجزائرية.

وفاء مِنّي لليمين التي أدّيتها أمام الشعب الجزائري بأن أصون وأرجح الـمصلحة  العليا للوطن في جميع الظروف وبعد الـمشاورات الـمؤسساتية التي ينصُّ عليها  الدستوري أدعو الله أن يعينني على عدم الزيغ عن القيم العليا لشعبنا التي كرسها شهداؤنا الأبرار ومجاهدونا الأمجاد وأنا أعرض على عقولكم و ضمائركم  القرارات التالية:

أولاً: لا محلَّ لعهدة خامسة بل إنني لـم أنْوِ قط الإقدام على طلبها حيـث  أن حالتي الصحية و سِنّي لا يتيحان لي سوى أن أؤد الواجب الأخير تجاه الشعب  الجزائريي ألا و هو العمل على إرساء أسُس جمهورية جديدة تكون بمثابة إطار للنظام الجزائري الجديد الذي نصبو إليه جميعًا. إن هذه الجمهورية الجديدة  وهذا النظام الجديدي سيوضعان بين أيدي الأجيال الجديدة من الجزائريات و  الجزائريين الذين سيكونون الفاعلين والـمستفيدين في الحياة العمومية وفي التنمية الـمستدامة في جزائر الغد.

ثانيًا: لن يُجْرَ انتخاب رئاسي يوم 18 من أفريل المقبل. و الغرض هو  الاستجابة للطلب الـمُلِح الذي وجهتموه إليي حرصا منكم على تفادي كل سوء فهم  فيما يخص وجوب و حتمية التعاقب بين الأجيال الذي اِلْتزمت به. ويتعلقُ الأمر كذلك بتغليب الغاية النبيلة الـمتوخاة من الأحكام القانونية التي تكمُن في  سلامة ضبط الحياة الـمؤسساتية و التناغم بين التفاعلات الاجتماعية – السياسية؛ على التشدد في التقيد باستحقاقات مرسومة سلفا. إن تأجيل الانتخابات الرئاسية الـمنشود يأتي إذن لتهدئة التخوفات المعبَّر عنها قصد فسح الـمجال أمام إشاعة  الطمأنينة والسكينة و الأمن العامي ولنتفرغ جميعا للنهوض بأعمال ذات أهمية  تاريخية ستمكّننا من التحضير لدخول الجزائر في عهد جديد وفي أقصر الآجال.

ثالثًا: عزما مني على بعث تعبئة أكبر للسلطات العمومية وكذا لمضاعفة فعالية  عمل الدّولة في جميع المجالاتي قرَّرتُ أن أُجري تعديلات جمة على تشكيلة  الحكومة في أقرب الآجال. والتعديلات هذه ستكون ردًا مناسبا على الـمطالب التي جاءتني منكم وكذا برهانا على تقبلي لزوم المحاسبة و التقويم الدقيق لـممارسة  الـمسؤولية على جميع الـمستوياتي وفي كل القطاعات.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)