افتحوا الحدود..نريد أن نعانق بعضنا في المغرب والجزائر

قبل شهرين، وبالتحديد في السابع من دجنبر الماضي، حمل عبد الرحمان اليوسفي، رئيس الحكومة السابق نفسه، وحل بمدينة وجدة، رغم المرض والشيخوخة، لإطلاق نداء من هناك، للجارة الشرقية ومسؤوليها علّ الصداقة التي جمعته يوما بعدد من قادة ثورة التحرير وقادة الجزائر اليوم، يستمعون إلى ندائه وينصاعوا لصوت المواطنين الذين يصرخون في الاتجاهين “إفتحوا هذه الحدود”!

وفي الحقيقة، فإن اللقاء الذي عقده اليوسفي، وحركت له قيادة الإتحاد الإشتراكي، كل الإمكانيات المتاحة لإنجاحه، لم يكن وفق العديد من المراقبين سوى محطة لتزكية ما جاء به الخطاب الملكي في السادس من نوفمبر، والذي دعا الجارة الشرقية إلى الجلوس إلى طاولة الحوار وإنهاء الخلافات بين البلدين دون وسيط.

هل كان اليوسفي، الرجل السياسي الأول الذي دعا إلى فتح الحدود بين البلدين؟ هذا السؤال تجيب عنه العديد من الوقائع السابقة، التي تشير بأن هناك أكثر من سياسي، بل جل السياسيين الذين كانوا يزورون المنطقة الشرقية، في إطار أنشطتهم الحزبية وحملاتهم الإنتخابية، يجعلون من شعار فتح الحدود أحد أبرز الشعارات التي يرفعونها في تجمعاتهم. المختلف في الخطوة الأخيرة التي قادها حزب الاتحاد الإشتراكي، كونها جاءت باقتراح من رجل كان له ومايزال وزن في المشهد السياسي المغربي، لذلك كان العديد من المراقبين يتوقعون تفاعلا في الاتجاه الأخر مع نداء اليوسفي، خاصة وأن السياق الذي عقد فيه اللقاء كان يوحي بأن هناك تحركات ديبوماسية كبيرة تتم لإزاحة الغمامة السوداء التي تخيم على فضاء العلاقات المغربية الجزائرية منذ عقود.

تحركات شعبية مستمرة

في الحقيقة تحركات السياسيين، لم تكن لتخفي تحركات الجمعيات والفاعلين الجمعويين، الذين خرجوا أكثر من مرة معلنين بأصوات عالية “إفتحوا هذه الحدود التي تقتلنا في صمت وتبعدنا عن عناق أهالينا في المغرب والجزائر”.

قبل لقاء اليوسفي، نظم المئات من المواطنين بدعوة من عدد من الفاعلين ونشطاء المجتمع المدني، مسيرة إحتجاجية بالقرب من المركز الحدودي “زوج بغال”، شعارها البارز فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين، بل كانت هذه المسيرة التي تحولت إلى وقفة مناسبة لاستعراض قصص المشاركين بين متحسر على عدم قدرته على رؤية أخ أو أخت في الطرف الأخر من الحدود، وبين من يتطلع شوقا لفتح الحدود حتى تعود المياه إلى مجاريها وينعم الشعبين بفرص التنمية التي تضيع.

المبادرات الشعبية تواصلت بعد هذه الوقفة، التي كان لها صدى على المستوى الدولي، من خلال نقلها من طرف وسائل الإعلام الدولية، وهو ما يفسر وفق العديد من المتابعين أهمية ملف الحدود بين البلدين في الأجندة الدولية، حيث نظمت بعدها بأسابيع عدد من فعاليات المجتمع المدني وقفة إحتجاجية بمدينة أحفير الواقعة على مرمى حجر من الحدود الجزائرية، للمطالبة من جديد بفتح الحدود والتعبير عن التذمر من إستمرار الوضع الحالي.

ما العمل؟

إن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن اليوم، هو هل قضية الحدود المغلقة إستنفذت جميع، إمكانيات الحل؟

فإذا كان المغرب كان ينتظر ردا رسميا من المبادرة التي أعلن عنها الملك، بخصوص فتح الحدود والجلوس على طاولة الحدود، على حد تعبير بعض المراقبين، فإن عدم التفاعل بالشكل المنتظر جعل العديد من المتابعين يعتقدون  بأن الطرف الجزائري لا يتطلع إلى خطوة في الوقت الراهن تفضي إلى فتح الحدود، خاصة في ظل الإستحقاقات الرئاسية التي ستشهدها البلاد في أبريل المقبل، والتي إنطلقت الترشيحات لها قبل أسابيع.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)