سلمى ..ولدت برجلين مختلفين وإرادة من حديد..وهذه أمنيتها+فيديو

لم تستطع الإعاقة، أن تثني الطفلة سلمى الحوشي،  ذات التسع سنوات، عن متابعة دراستها بجد واجتهاد، رغم الظروف الاجتماعية القاهرة التي تعاكسها.

ولدت سلمي بدوار ولاد الخثير لكرارمة، ضواحي تاوريرت، باعاقة على مستوى رجليها، عاشت كالأصحاء في أرجلهم، دفعها إصرارها إلى أن تحرص على النهوض باكرا كل صباح من أجل الإتحاق بمدرستها التي تبعد عن منزل والديها بحوالي كيلومتر واحد، معتمدة في تنقلها إما على زميلاتها في القسم أو على والديها اللذان يكابدان يوميا عناء حملها في إتجاه المدرسة ثم إلى البيت في المساء.

سلمى، تفتح حقيبتها وكراستها، لتراجع دروسها في نشاط واهتمام كبير،  واضعة صوب عينيها هدفا أكبر، وقد جعل منها هذا التحدي تلميذة نجيبة متميزة في مدرستها، ومحبوبة بين مدرسيها وزميلاتها.

متحديةًً كل الصعاب خرجت سلمى لتوصِل رسالة عبر موقع “شمس بوست”، إلى كل أطفال المغاربة، بل العالم، بأن لا شيء مستحيل، وأنها برغم الإعاقة الحركية التي ولدت معها، فهي  ترفض الرضوخ.

الإصرار الذي ينبثق من عينيها، والكموح الذي يحدوها، لا تخطئه العين، وتؤكد أن لها أمال ولها أحلام تسعى أن تحققها، في مقدمتها أن تصبح ذات يوم أستاذة، تربي الأجيال، القادمة، وعلهم يجدون في قصة أستاذتهم ما يدفعهم إلى المثابرة أكثر خاصة في صفوف الأصحاء منهم.

لكن سلمى، تجد نفسها اليوم أمام ظروف اجتماعية قاهرة تفوق طاقتها قائلة :” حلمي أن أحقق ما أريده، ولكن ظروفي قاهرة أنا بحاجة إلى كرسي إلكتروني متحرك “باش نتمشا بحال صحاباتي”.

وأضافت بأنها عانت وتعاني كثيراً وهي في طريقها إلى المدرسة، وأنها تجد صعوبة كبيرة في الدخول إلى المرافق الصحية داخل المؤسسة، وكل حلمها أن يكون لها كرسي الكتروني متحرك ليخفف عنها قليلا من معاناتها.

أما والدها  فيقول: “لم أرى على ابنتي أي اختلاف عن بقية الأطفال الأصحاء، فهي تعتمد نفسها بكل شيء باستثناء ذهابها إلى المدرسة المتواجدة في أعلى نقطة في هذا الدوار،  وهو ما عمق جراحي مع ابنتي فنحن نكابد كثيرا في نقلها يوميا ذهابا وإيابا إلى المدرسة. والدوار يفتقد لوسائل النقل المدرسي العمومي”.

وأضاف “ابنتي تحّدت المستحيل، فقد ولدت بدون قدمين وحاولت جاهدا أن عرضها على مختلف المستشفيات لكن دون جدوى”.

وزاد الأب، متحدثا عن إبنته وتحديها لاعاقتها بالتأكيد أن هناك من “ظن البعض أن إعاقتها ستكون عجزاً لها وسيحبطها في حياتها، ولكنها تحدت عجزها، وجعلت من ابتسامتها الدائمة أملاً لها في الحياة فهي تلعب وتمرح وتدرس وتتفوق على باق زميلاتها  ونحن سنساندها رغم ظروفي المادية القاهرة من أجل تحقيق حلمها واتمنى من المسؤولين أخذ بعين الاعتبار حالة ابنتي”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)