كريم السعيدي يكتب: رئاسيات الجزائر.. الخدعة الخامسة

دخلت سباقات الرئاسيات الجزائرية مراحل حرجة، بخروج أطياف  من الجمهور الجزائري في مسيرات رافضة لما أصطلح عليه ” بالعهدة  الخامسة ” وهو التوصيف المواكب للدعم السلطوي الصريح لإعادة ترشيح الرئيس الطاعن في الحكم والسن والمرض.
ع العزيز بوتفليقة مثلما حمل على ظهر دبابة سياسية إلى قصر المرادية، يراء أو هكذا يبدو للتحليل السطحي أن يعمِّم، يراد  له وللأجواء وللرأي العام أن يكون بسند رجالات العسكر والصالون السياسي المخملي للجزائر العاصمة.
و اللافت أن ترموميتر الطاقم الحاكم وراء الستار يقوم بعرض ترشيح الرئيس الخالد، بصناعة استفزازية لتأليب مشاعر الأجيال الجزائرية خاصة الشباب، تأليب مقصود وعن سبق إصرار للتراجع عن ترشيح وهمي، لفائدة ترشيح وهمي أخر في الموضوع.
المعادلة التي أريد لها أن تنجح  هي تتوظب بنجاح من السيناريو إلى المخرج إلى المنتج و إلى الممثلين،  وحدها الحناجر الصادحة برفض تولية الرئيس المقعد ذهنيا و بدنيا، وحدها هذه الحناجر و التي  اكتظت بها شوارع العاصمة، وأهم المدن الأخرى، و حدها من انطلت عليها الحكاية المرسومة حتى يبدو للداخل كما للخارج، أن  كرملين العاصمة استجاب لشوارع بلد المليون ونصف المليون شهيد، استجابة لن تكلف الصالون الحاكم إلاّ توقيف ترشيح الرئيس المثير للجدل و تعبيد الطريق لوجه لن يؤثر في شيء كما كان سلفه.
ستكون الشاشة الرسمية للجزائر جاهزة عندما سيتولى رئيس المحكمة الدستورية ابلاغ الرأي العام الجزائري والدولي، أنه ولأسباب صحية و وعيا من الجهاز القضائي المقرر في هكذا شؤون و وفقا لحسابات المصالح العليا للبلاد أن الرئيس المرشح لا يستوفي عناصر الشخصية القانونية المتضمنة في دستور بلاد “سوناتراك ” وبه تم القرار ، وسيكون بجوار المتحدث للأمة رئيس الأركان قايد صالح صانع النعمة والغناء معاً.
وهكذا سيتم تبييض ” العهدة الخامسة ” إلى “الخدعة الخامسة” و سيخرج الصالون الحاكم  منتصرا ومعه سيتم الحديث على أن الشارع حسم في الرئاسيات ، بتوقيف مسار ترشيح لكن من دون توقيف عبث متواثر.
و رغم كل ما قيل لا يجب التقليل من النهوض الجماهيري النضالي الميداني للشعب الجزائري، وخاصة وأنه أفزع باريس قبل العسكر.

كريم السعيدي، ناشط حقوقي 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)