صحافي جزائري لشمس بوست: الإحتجاجات ضد العهدة الخامسة هبة شعبية كبيرة ورغبة للانتقال إلى مرحلة جديدة

انضم أمس بشكل “رسمي”، طلبة الجامعات في العديد من الجامعات الجزائرية، إلى المحتجين على “تمكين” الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، من عهدة خامسة، حول أبعاد مشاركة الطلبة في الإحتجاجات المناهضة لاستمرار بوتفليقة على رأس السلطلة، يحاول محمد لهوازي، الصحافي بمجموعة “الشروق” الجزائرية، تسليط الضوء على هذه الأبعاد، في التصريح الذي أدلى به لشمس بوست.

وقال لهوازي، أن احتجاجات الطلبة في الجزائر، ضد ترشح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة هي “امتداد طبيعي لحراك شعبي انطلق منذ أسابيع، زادت حدته مع إعلان الرئيس استدعاء الهيئة الناخبة في 19 يناير الماضي”.

وجاء إستدعاء الهيئة الناخبة حسب المصدر ذاته، “بعد مخاض عسير وتوقعات بتأجيل الانتخابات الرئاسية وتمديد العهدة الرئاسية الحالية لفترة أخرى”.

وأشار الصحافي الجزائري، إلى القدرة الكبيرة التي أصبحت توفرها وسائل التواصل الاجتماعي في التعبئة والتي كان لها الدور الرئيس في تنظيم المظاهرات والمسيرات المناهضة للرئيس، بما فيها المظاهرات التي دعا إليها طلبة الجامعات.

وقبل ذلك، وقف لهوازي، عند الوضع السياسي العام الذي عرفته الجزائر منذ سنوات قليلة والذي اتسم “بكثير من الأحداث التي أثارت الرأي العام المحلي وساهمت بشكل كبير في عملية رفع مستوى الشحن والضغط لدى الطبقة السياسية انعكس بشكل مباشر على الحياة العامة للمواطنين” على حد تعبيره.

وتتمثل هذه الأحداث التي كانت مصدرا الاحباطات وسط المجتمع في “الإخفاقات الكبيرة التي منيت بها الحكومة في إدارة شؤون الدولة بداية على المستوى الأداء السياسي أو الدبلوماسي وحتى في حل مشاكل بسيطة للمواطنين وفشلت حتى في انتشال مواطن سقط في بئر ارتوازي إلا بعد مرور أكثر من 10 أيام”.

وفي السياق ذاته، أكد نفس المتحدث، أن الاحتجاجات الأخيرة، تشكل “هبة شعبية كبيرة، رفعت مطلبا واحدا بعنوان إنهاء فترة حكم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة التي استمرت منذ 1999″، وهي بقدر ما تعبر عن حجم الاحتقان، تعبر في نفس الوقت “الإصرار الشعبي الكبير على الانتقال إلى مرحلة جديدة تستجيب لتطلعاته وأصبح يردد شعار (الآن أو أبدا) Maintenant ou jamais”.
وعن مدى قدرة الضغوطات الشعبية، على وضع حد لفترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أكد لهوازي، أنه لابد من الاعتراف “بقدرة النظام الحالي على التكيف مع الحراك الاجتماعي والالتفاف على مطالب المواطنين”.

ورغم ذلك، فإن المجتمع الجزائري، يدرك اليوم حساسية الموقف والوضع “المتفق عليه هنا في الجزائر، هو حساسية الفترة الحالية التي تعد حاسمة في تاريخ البلاد بالنظر إلى الظروف التي تمر بها وهي غير تلك التي كانت في 2014 أي قبيل تجديد انتخاب بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، أضف إلى ذلك المحيط الإقليمي والدولي وأقصد بذلك دور القوى العظمى على غرار فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في ترجيح كفة مرشح على آخر”.
وخلص لهوازي، إلى أنه من الصعب “التكهن بالسيناريوهات القادمة”، لكن الشيء المؤكد هو “الارتباك الكبير والورطة التي وقعت فيها السلطة بإصرارها على السير عكس إرادة الشعب الذي يريد التغيير، بدليل التصريحات المتناقضة للمسؤولين، حيث وصل الأمر إلى حد إلغاء التظاهرات الرياضية خوفا من هزات اجتماعية قد تعجل برحيل النظام الحالي في ظروف مأساوية”.

صحافيون يحتجون

إلى جانب إحتجاجات المواطنين الرافضة للعهدة الخامسة، شهدت الجزائر اليوم الأربعاء، إحتجاج صحافيي وعمال التلفزيون الوطني ضد سياسة التعتيم التي تطبقها الإدارة في تغطية المظاهرات التي تعرفها الجارة الشرقية.

ورفعوا شعارات قوية منددة بالقمع الذي يمارس عليهم من طرف الإدارة والدولة التي تقيد حريتهم، و بما حدث لزميلهم علي حدادو، الذي تعرض للإيقاف بسبب تعبيره عن رأيه في المظاهرات ومعارضته للعهدة للخامسة، حيث اعتبروا ذلك مساسا خطيرا بالحرية الشخصية طالما أن المعني كتب على صفحته الخاصة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)