بوشكور يكتب: التكلفة الإقتصادية والاجتماعية لشغب الديربي

في عز أزمة جهة الشرق، والركود التجاري بمدينة وجدة، ارتفعت الأصوات تطالب ببدائل وحلول لدعم الطلب الداخلي، وخلق رواج تجاري تنعشه الثقافة باستغلال مسرح محمد السادس و باقتصاد رياضي تنعشه الأندية والفرق الرياضية و خاصة المولودية الوجدية فرع كرة القدم.  
كل الفعاليات من سلطات محلية وجماعات منتخبة باختلاف حجمها وفعاليات مدنية رسمت الموسم الماضي خارطة طريق لصعود سندباد الشرق ليلعب دوره الرياضي والريادي التنموي، وكان ذلك بصعود الفريق لقسم اتصالات المغرب، و تحركت بعد ذلك، الاتصالات في مختلف المستويات لتأهيل الملعب الشرفي ليس فقط لاحتضان مباريات المولودية في أحسن الظروف بل لاحتضان مباريات المنتخب الوطني بجهة حدودية لما من دلالة لذلك.  
نعم حرم الفريق من اللعب بملعبه، لكنه تماسك وحقق الأهم من النقاط في ظروف صعبة. وكم كانت القرارات صعبة الاتخاذ أمام الضغط الجماهيري باللعب بوجدة وخاصة بالملعب البلدي أمام عدد محدود من الجماهير وهو أمر استحسنته الجماهير رغم ضعف المداخيل، وواكبته النتائج حتى ارتفعت أصوات تطالب عدم الانتقال للشرفي بحجة عدم انتهاء الاشغال رغم ما بدل به من مجهودات مضاعفة سهرت وحرصت عليها السلطات الولائية و أصبح الملعب بحلة جديدة.  
نعم اختلفت وستختلف وجهات النظر حول جاهزية الملعب لاحتضان اللقاء المصيري بين المولودية وبركان بعد ما حدث قبل بداية اللقاء، و بعده بعد ولوج الجماهير رقعة الميدان وتخريب ما تم تخريبه؟  
من المسؤول؟
و للجميع أجيب، إن اختيار الملعب الشرفي قرار صائب جدا جدا والحمد لله لم يلعب اللقاء بالملعب البلدي وإلا لكانت الحصيلة كارثية لان المشكل في العقول والسلوك وليس في الأمن او السلطات او المكتب.  
ما الأفضل اللعب أمام الجماهير او دون جمهور؟ انه اختيار الجماهير الوجدية التي احتجت مرارا على اللعب بوجدة دون جمهور وكان لها ذلك. ماذا كان قرارها لو فضلت السلطات اللعب بالبلدي دون جمهور؟  
اللعب بحضور الجماهير بالملعب الشرفي قرار جريء ومكن من احتواء الوضع و ان ما جرى للأسف واقع شاذ أصبحت تعرفه الملاعب الرياضية و هو نتاج أزمة سلوك وتربية و أصبحت الملاعب الرياضية متنفس افتراضي لتفريغ الشحنات عوض التمتع باللعبة وتشجيع الفرق واحترام الخصوم.  
ما شهده الملعب الشرفي وصمة عار لبعض المحسوبين على الجماهير من الطرفين، كبارا وصغار، و على الجميع تحمل مسؤولياته بداية من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي من وجهة نظري أخطأت الهدف بتعيين حكم سينغالي رغم قيادته المبارة بحنكة، لأن بذلك الاختيار جعلت المباراة تلعب في عقول الجماهير وكأنها معركة وليست مقابلة بين فريقين عاديين، وهو ما أعطى شحنة إضافية قبل، و أثناء وبعد المباراة.

و طرح السؤال لماذا لم يعين هذا الحكم للقاءات الرجاء ضد أسفي أو الوداد ضد يوسفي برشيد التي لعبت في نفس التوقيت؟ ان الجامعة جعلت من لقاء عادي لقاءا استثنائي و هذا خطأ استراتيجي.  
اليوم وللأسف وعوض الانتشاء بالفوز باستحقاق، نتأسف عن ضياع فرص التنمية كان من المفروض استغلالها من خلال الحلة الجديدة للمركب الشرفي و استقبال جماهير الأندية المنافسة بكثرة وخلق رواج تجاري لمدينة تعاني.
فكيف يعقل أن نشك اليوم في أنفسنا لنطرح السؤال هل نستحق المشاريع والمشاريع المهيكلة؟ هل نرهن تنميتنا بشرذمة أشخاص؟ هل نستحق ملعب كبير ؟  
نعم أكيد ولكن لأي جمهور؟

سفيان بوشكور،رئيس مرصد التنمية المحلية والجهوية لجهة الشرق

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)