التلمساني يكتب: في ذكرى 20 فبراير..حنين إلى الزمن الجميل

في مثل هذا اليوم من سنة 2011 تجسد حلم التغيير، بخروج المسيرات من هنا وهناك، في كل الأقاليم والمدن، صوت عشريني يغني في كل بقاع الوطن “هلا بالحرية..هلا بالكرامة..هلا بالعدالة الاجتماعية..هلا بالتغيير..”
وأنا أتجول يومها في المسيرة..لم أسمع صوتا لمرجعية أو ايدولوجية، كل ما سمعت هو صوت الحرية، يصدح بما فيه من قوة “تكسر جدار الخوف..كلنا نحمل قضية..”.
أكملت المسير بين ملتح ومن يرتشف سجارة، بين محجبة وصاحبة تنورة، لا مكان لمن أنت؟ وماهي مرجعيتك؟ وماذا تريدها إسلامية أم علمانية؟..كل الحناجر تصدح “حرية..كرامة..عدالة اجتماعية..”
أكملت الجولة في المسيرة، باحثا عن خونة أو مرتزقة، فلم أجد لأحدهم أثرا، وكل من هنا يشع وجهه بقيم الوطنية.
تفرقت الجموع بعد انتهاء المسيرة، بين عائد لبيته ومن عاد للحرم الجامعي، ومن ذهب يكمل النقاش باحتساء فنجان من القهوة؛ وكلي أسئلة : هل انتهينا؟ أما من ربيع مغربي؟ ام أنها بداية زمن جميل؟…
وأنا في طريق العودة استوقفني بعدها أحد الرفاق (وقد كان ينتمي للتجربة القاعدية) ممن نزلت وإياهم في المسيرة الطلابية، محدثا إياي بأن الزمن ثوريا ويمكن قلب النظام، أجبته مهلا يا رفيق فحماستك تفوق كل الموازين.
استمرت حلقات الزمن الجميل بين تنظيم واحتجاج؛ جموعات عامة ضمت مختلف التلاوين، يجمعهم نفس الانتماء “حركة 20 فبراير”، وانطلقت سلسلة النقاشات حول مطالب الحركة وطرق اشتغالها، و سقفها السياسي، ورغم كل الاختلافات فما كان يجمعنا اقوى هو “حلم التغيير..مغرب الجميع..مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”.
مرت اليوم ثمان سنوات على ميلاد حركة طبعت اسمها في الزمن الساسي المغربي، حركة عقدت عليها مجموعة من الآمال، واعترتها العديد من الأخطاء، إلا أنها ظلت حاضرة بواقع بروزها المستمر، وبشعاراتها المرددة في كل وقفة أو مسيرة أو احتجاج.
ظلت حاضرة من خلال تجلياتها، في كل الحراكات الاجتماعية التي عرفها ويعرفها وطننا الحبيب (الريف، زاكورة، جرادة…).
ويظل السؤال الحاضر بقوة، قوة الحركة في نشأتها، بين 20 فبراير 2011 و20 فبراير 2019 : ماذا تغير..وما مصير التغيير..؟

جواد التلمساني، ناشط في حركة 20 فبراير

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)