تملص الجزائر من التزاماتها السابقة في المشاركة في الموائد المستديرة يثير أكثر من علامة استفهام

مروان زنيبر

لا حديث في كواليس أروقة الأمم المتحدة سوى عن تملص دولة الجزائر عن التزاماتها السابقة في المشاركة في الموائد المستديرة، بعد أيام من تعيين الأمم المتحدة مبعوثاً جديداً للنزاع، وجاء هدا على لسان عمار بلاني، وهو مبعوث خاص كلف من طرف العسكر بقضية الصحراء المغربية، والدي أعلن عن رفض بلاده الذي لا رجعة فيه للصيغة المسماة بالموائد المستديرة، بحسب ما جاء في وكالة الأنباء الرسمية…

وأفاد بلاني، بأن سلطات بلاده “طالبت من ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة إبلاغ رئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء بقرارها عدم المشاركة مستقبلا في المائدة المستديرة حول الصحراء “. وأضاف أن “قرار الانسحاب يعود إلى أن هذه الصيغة (المائدة المستديرة) لم تعد طريقة مثالية تساعد على حل النزاع..

وفسر خبراء أسباب تراجع الجزائر، وعدم قبولها بالأمر الواقع كطرف مباشر في الازمة المفتعلة في الصحراء المغربية…. كون الجزائر – التي سبق وان شاركت في السنوات الأخيرة في هده الموائد المستديرة – فطنت لهزيمتها المرتقبة، بعدما وجدت نفسها وحيدة تصارع السراب…خاصة بعدما تبين لها على الواقع الموقف الجريء لمجموعة من الدول العربية المؤثرة ، باعترافها الرسمي بمغربية الصحراء، ومنها المملكة العربية السعودية وقطر، إضافة الى دلك الصدمة غير المتوقعة للعسكر، من الموقف المفاجئ لكل من فنزويلا وكوبا أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعدما طالب نائب الممثل الدائم لفنزويلا لدى الأمم المتحدة، خواكين بيريز – جهرا- بإيجاد حل “سلمي وعادل ودائم ومقبول” من الأطراف للنزاع حول الصحراء المغربية، معربا عن رغبته في أن يساهم تعيين المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستيفان دي ميستورا، في إعادة إطلاق المسار السياسي، بمفاوضات مباشرة بين جميع  الأطراف، من جانبه دعا ممثل كوبا إلى حل سياسي “مقبول” من أطراف النزاع…

و من غرائب – سياسة النعامة – التي ينهجها النظام العسكري في الجزائر، هو انه سبق وان شارك في العديد من المفاوضات في إطار ما يسمى” بالمائدة المستديرة” بحضور جميع الأطراف بما فيها الجزائر وموريطانيا الى جانب المغرب و ما يسمى ” بالبوليساريو “، و كان دلك في مدينة جنيف السويسرية الأولى في دجنبر 2018، والثانية في مارس 2019، كما كان منتظرا باتفاق مع جميع الأطراف على عقد اجتماع ثالث لـ”المائدة المستديرة”، لكن ذلك لم يتم بسبب استقالة المبعوث الأممي السابق إلى الصحراء هورست كوهلر، خلال شهر ماي 2019 لأسباب صحية.

يدكر انه من المرجح أن يجدد مجلس الأمن تفويض البعثة الأممية بحلول 29 أكتوبر الجاري، كما يحتمل أن يدعو إلى محادثات مائدة مستديرة جديدة بين أطراف الأزمة، بتعيين الإيطالي ستيفان دي مستورا مبعوثا للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء في 6 أكتوبر الجاري، ويرى مراقبون ان اصرار الجزائر برفضها العودة للمفاوضات المباشرة، يعني ان هناك حاجة للتشويش على خطة الأمم المتحدة، وسيكون بدلك بمثابة تحدي للمنتظم الدولي الدي يسعى جاهدا إيجاد حل نهائي لهدا النزاع ، في إطار قرارات ملزمة لمجلس الامن وهو المكلف بحل النزاع في إطار الشرعية الدولية …

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)