مذيعات الذكاء الاصطناعي يبدأن طريقهن المهني في قطر والكويت

إسطنبول/ الأناضول

بدأ عام 2023 بتطور هائل في مجالات إنشاء المحتوى المكتوب والمرئي والمسموع، على خلفية الثورة التي أحدثتها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاتها، وخدماتها المتنوعة.

وساعدت هذه التطبيقات وأشهرها برنامج الدردشة “شات جي بي تي” بنسخه المتعددة، الأشخاص على إنشاء محتوى إبداعي أو معلوماتي خاص في دقائق معدودة ودون تدخل بشري، حيث يستطيع التطبيق بتحليل العبارات التي يتم تزويده بها والعمل على فهم المقصود منها في دردشة حية بينه وبين المستخدم.

وفي مواكبة لهذا التطور، أطلقت بعض المؤسسات الإعلامية العربية نماذج محاكاة للإعلاميين باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي كان أحدثها المذيعة “فضة” التي كشفت عنها صحيفة “كويت نيوز”، السبت الماضي.

وكانت شبكة الجزيرة القطرية كشفت أيضا، خلال الأسابيع الماضية، عن انضمام مذيعتين تعملان بالذكاء الاصطناعي إلى طاقم عملها، وهما ابتكار ونورا.

كما قدم موقع “القاهرة 24 ” المصري خدمة نشرة الأخبار بخاصية الذكاء الاصطناعي من خلال مذيعة افتراضية تدعى “آني”.

فضة.. أول مذيعة افتراضية بالكويت

وظهرت فضة، لأول مرة على صفحة حساب صحيفة “كويت نيوز” الإلكترونية التابعة لصحيفة “كويت تايمز” الإنجليزية على تويتر، عبر مقطع مصور لا تتعدى مدته 13 ثانية.

وأطلت المذيعة الافتراضية فضة على جمهور الصحيفة على موقع تويتر بملابس شبه رسمية مكونة من سترة سوداء وبلوزة بيضاء اللون.

وعرفت عن نفسها باللغة العربية الفصحى قائلة: “أنا فضة أول مذيعة في الكويت تعمل بالذكاء الاصطناعي في مؤسسة كويت نيوز الإعلامية، ما هي نوعية الأخبار التي تفضلونها، لنسمع آراءكم”.

وفي السياق، رحبت الصحيفة بفضة وكتبت على صحفتها “ما هي نوعية الأخبار التي تفضلونها بتقديم فضة زميلتنا الجديدة؟ .. شاركونا آراءكم”.

ويعد إنتاج هذا المقطع المصور إضافة إلى مذيعته، عملية افتراضية من أولها لآخرها، فالمذيعة والمحتوى المرئي والمسموع نتاج تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وتتميز هذه التطبيقات بقدرتها على تقديم نماذج مختلفة من الأشخاص الافتراضيين الشبيهين بالبشر، كما أنه يتم اختيار اللغات واللهجات المختلفة وفقا لتفضيلات المستخدم.

وعليه، يمكن أن نرى خلال الأيام المقبلة المذيعة الافتراضية “فضة” تتحدث مع جمهورها باللهجة الكويتية.

ابتكار ونورا.. مذيعتان افتراضيتان تنضمان إلى الجزيرة

وفي 13 مارس/ آذار الماضي، ظهرت فتاة ترتدي سترة زرقاء على شاشة العرض الضخمة المتواجدة ضمن جلسات مؤتمر الجزيرة الأول للذكاء الاصطناعي في الإعلام، بالعاصمة القطرية الدوحة، لتعلن أنها “مذيعة تعمل بالذكاء الاصطناعي وستكون الممثلة لهوية معهد الجزيرة للإعلام”.

بهذه الكلمات أعلنت المذيعة الافتراضية التي اختير لها اسم “ابتكار” عن انضمامها لأسرة المعهد التابع لشبكة الجزيرة، كما استكملت المقطع بالترحيب بضيوف المؤتمر وتعريفهم على تفاصيل جلساته.

وتشاركت ابتكار الفقرة التعريفية بها مع مذيعة الجزيرة روعة أوجيه، التي رأت أن مذيعة الذكاء الاصطناعي “قد تحل أزمة المذيعين بالعمل بدلا منهم في الفترات المسائية”.

وبدوره، رحب المعهد في منشور على منصات التواصل الاجتماعي بالمذيعة الافتراضية وكتب على منصات التواصل الاجتماعي “نرحب بانضمام الزميلة ابتكار، مذيعة الذكاء الاصطناعي”.

أما نورا، فيمكن تصنيفها رسميا بأنها أول مذيعة ذكاء اصطناعي في قطر، حيث ظهرت بدلا من ميسون الدخيل مذيعة برنامج “هاشتاج” على الجزيرة مباشر، في 10 مارس، لتقديم فقرة من البرنامج.

وأجرت المذيعة الافتراضية التي ظهرت بملابس شبابية، لقاء مع الدكتور طالب الأشقر الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمتخصص في الذكاء الاصطناعي.

وتساءلت نورا عما إذا كان من الممكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان، مع التركيز على أسباب تخوف البعض من هذا المجال.

“آني” الافتراضية مذيعة أخبار في مصر

وفي 22 فبراير/شباط الماضي، أنتج موقع “القاهرة 24” الإخباري المصري، أول نشرة إخبارية بخاصية الذكاء الاصطناعي.

واعتبر الموقع أن تجربته “هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أنه سيتم توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر شخصيات افتراضية متعددة لتقديم محتوى خبري سريع.

وقال رئيس تحرير الموقع محمود المملوك في مداخلة تلفزيونية في فبراير الماضي، إن الذكاء الاصطناعي “سيحل مشكلة تغطية الأحداث الكبيرة التي تقع في أوقات متأخرة من الليل”.

وأعلن أن الموقع سيعتمد على الذكاء الاصطناعي واستخدام لغة البرمجة “في تقديم محتوى خبري بشكل آلي على مدار اليوم”.

وكانت “آني” أعلنت عن نفسها في مقطع مصور قصير، قالت فيه إنها تقدم “أول نشرة إخبارية من موقع القاهرة 24 بخاصية الذكاء الاصطناعي، ضمن خطة الموقع الرائدة لدفع وتطوير الإعلام في الشرق الأوسط”.

ويذكر أن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو الذي يبني معلومات جديدة من البيانات السابقة، وينشئ محتوى جديدا تماما لا يمكن تمييزه عن عمل البشر.

وعليه، يمكن لتطبيق تشات “جي بي تي” الذي أطلقته شركة “أوبن إيه أي” في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الإجابة عن أسئلة باستخدام لغة طبيعية شبيهة بالإنسان، ويمكنه أيضا محاكاة أساليب الكتابة الأخرى، باستخدام الإنترنت اعتمادا على قاعدة بيانات حتى عام 2021.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)