هل مات بن كيران أم لم يمت؟

 

هناك مقولة رائجة في عالم السياسة المغربي، يروجها خصوم عبد الاله بن كيران، مفادها أن، الأمين العام السابق للمصباح، انتهى من الناحية السياسية، ولم يعد له دور كبير في هذه الحياة السياسية المغربية، بل لم يعد له أي دور أو تأثير حتى في الدائرة الضيقة التي يستطيع فيها ممارسة الفعل السياسي، والمقصود هنا طبعا حزب العدالة والتنمية.

 

لكن في مقابل ذلك، ينتصب سؤال عريض، هل يعكس حجم الحضور شبه اليومي للرجل في النقاش العمومي، نهايته السياسية، أم هي تعبير عن استمرار الحضور القوي الذي طبع به المعترك السياسي، لأكثر من خمس سنوات؟

 

لكن هل الحضور الدائم يعكس بالضرورة “الانتعاشة السياسية” إن صح التعبير، أم أن هذا الحضور يجب أن يقترن بالتأثير حتى تكتمل أركانه؟

 

العديد من المتابعين، ومنذ أخر خروج إعلامي لبن كيران، مقتنعون بأن حضوره يتجاوز أسوار الفايسبوك الهلامية إلى الواقع، ويسوقون دليلا على ذلك هذا الخروج الاعلامي الأخير، الذي وجه فيه بن كيران مدفعيته، إلى مشروع قانون الإطار الخاص بالتربية والتكوين، ودعا نواب الحزب الى معارضته، بل دعا رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الى الخروج من الحكومة إن كان ولابد من ذلك، قبيل ساعات من الاجتماع الذي عقده العثماني مع نواب فريق حزبه بخصوص هذا القانون.

 

و رغم أن العديد من المتابعين الذين يؤكدون بأن تأثير الرجل لم يكن بالدرجة التي يمكن تصورها، على مجريات اللقاء، بالنظر إلى أن فئة عريضة من النواب، كانت ستدفع في إتجاه تأجيل الحسم في هذا القانون إلى حين إيجاد صيغة توافقية تخرج الحزب من الورطة التي وقع فيها بسبب ما راج في السابق حول توافق حدث لتمرير الصيغة الحالية للمشروع، لذات المصوغات التي جاءت على لسان بن كيران وبلاغ حركة التوحيد والاصلاح، إلا أن كلمة بن كيران كان لها صدا قويا في الاجتماع، وهو ما يؤكده ردود فعل بعض النواب الذين لمحوا الى ضرورة ايجاد صيغة للتعامل مع خرجات بن كيران، رغم أن هناك من ذكر بأن الحسم في النهاية يجب أن يكون في إطار المؤسسات، في إشارة ضمنية إلى إستحالة فرض الصمت على رئيس الحكومة السابق.

 

حجم الاهتمام ايضا يبرز الحضور لرئيس الحكومة السابق، فالرجل بعد ساعات فقط من كلمته التي سجلها مرافقه فريد تيتي، حصدت أكثر من 180 الف مشاهدة، وهذا بلغة الأرقام وبلغة الخبراء في الشبكات الاجتماعية، وفي حساب شخصي بسيط رقم كبير وله أكثر من دلالة.

 

هذا طبعا دون العودة إلى اللقاءات والخرجات الأخرى، رغم بساطتها لكن تبرز استمرار الحضور القوي في المشهد السياسي، وتبرز أن شعبية الرجل لم تتأثر بالقدر الذي يمكن أن يصل إلى “النسيان السياسي”، وهذا ما أكدته الزيارة الأخيرة إلى منطقة تارودانت ومنها إلى جامع الفناء بمراكش.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)