أزمة ” البيجيدي ” و الاحرار تتسع رقعتها بتيزنيت

 

الحسين بالهدان

أثارت تصريحات أحمد أكزور، رئيس جماعة المعدر الكبير، إقليم تيزنيت عن حزب العدالة والتنمية، غضب رئيس المجلس الاقليمي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، الذين اعتبر أن فيها “اتهامات، وتسفيه و املاءات”.

 

يأتي هذا إثر تدوينة لرئيس جماعة المعدر الكبير يتهم فيها رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت عبد الله غازي، بتسليم حافلة النقل المدرسي الخاصة بمشروع تنمية المراعي لجمعية أولاد النومر للتنمية والتعاون، في الوقت الذي سبق وأن رفض المجلس الجماعي للمعدر الكبير المصادقة على تلك الاتفاقية المشتركة الخاصة بتسيير النقل المدرسي والمتكونة أطرافها من جماعة المعدر الكبير والمجلس الإقليمي والجمعية المذكورة وذلك لأسباب وصفها ” بالموضوعية”.

 

في المقابل، يقول رئيس الجماعة، صادق المجلس الجماعي للمعدر الكبير على اتفاقية خاصة بالنقل المدرسي والخاصة بتسليم الحافلة لجمعية إزويكا للتنمية، لأنها أبانت خلال فترة تسييرها للنقل المدرسي الذي تم اقتناؤه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع الجماعة، عن جدارة واستحقاق أنها أهل لتسيير هذه الحافلة.

 

ولهذا فقد راسل رئيس جماعة المعدر الكبير رئيس المجلس الاقليمي، من أجل تفعيل الاتفاقية في شهر نونبر 2018، وقام بتذكيره أواخر شهر يناير 2019 بنفس الموضوع، إلا أن المجلس الإقليمي، يضيف، لم يعر أي اهتمام للموضوع، إضافة إلى هذا، فقد قام رئيس الجماعة بزيارة مقر المجلس الإقليمي لتيزنيت 5 مرات بدون جدوى طيلة خمسة أشهر الماضية من أجل تفعيل قرار المجلس المصادق عليه، لِيُحْرَمَ بذلك تلاميذ دواوير ايت امريبط وتبوزار وسيدي علي وانويزم والدشيرة من الاستفادة من خدمة النقل المدرسي.

 

ثم بعد هذا كله يأتي رئيس المجلس الإقليمي عبد الله غازي ويسلم حافلة النقل المدرسي الخاصة بالمراعي لجمعية أولاد النومر للتنمية والتعاون بعد أقل من 20 يوما من توقيع الاتفاقية بين عبد الله غازي والمدير الإقليمي للفلاحة بتيزنيت أمام أنظار وزير الفلاحة يوم فاتح مارس الجاري ضدا على مقررات المجلس الجماعي للمعدر الكبير.

 

ووجه سؤالا إلى رئيس المجلس الاقليمي بقوله: “أهكذا تكون الحكامة ياغازي؟ ويضيف “لقد أعمتك الحسابات السياسوية الضيقة وجعلتك تحيد عن جادة الصواب. وتحمل بذلك كامل مسؤوليتك في تبعات هذا القرار، و إذا كان النقل المدرسي اختصاصا ذاتيا لمجلسكم الموقر فاعلم أن اتباعكم الأهواء والولاءات الحزبية الضيقة أثناء عملية التوزيع قد كشف عن زيف شعاراتكم. فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا؟ ”

 

تصريحات أحمد أكزور خلفت الكثير من ردود الافعال، من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار بتيزنيت، الذي اعتبر ما صرح به الرئيس،  فيه الكثير من المغالطات، حيث جاء في تدوينة عبد الله غازي رئيس المجلس الاقليمي لتيزنيت، والنائب البرلماني عن دائرة تيزنيت، وعضو المكتب السياسي لحزب “الحمامة “، عنونها ” ليت للمعدر الكبير رئيس كبير !  “هوّن عليك سيدي الرئيس: إن كان ولابدّ، فلتبحثوا عن الحسابات الضيقة أمام أرجُلكم .. أما اتهام المجلس الإقليمي لتيزنيت ورئيسه بذلك فمردود عليه فقط ببعض الإشارات من خلال كلامكم و مواقفكم و ليس بعيداً عنها !” .

 

وطرح رئيس المجلس الاقليمي مجموعة من التساؤلات،  “كيف لرئيس مجلس جماعي أن يسمح لنفسه برفض شراكة يقترح المجلس الإقليمي بمقتضاها وضع حافلة نقل مدرسي رهن إشارة جمعية تدبر هذا المرفق؛ استحضاراً أن المجلس الإقليمي هو صاحب المشروع وصاحب الإختصاص في نفس الآن؟ ..ألم يكن حري بالسيد الرئيس الإنخراط في الشراكة المقترحة والترافع ليتم تغطية عجز باقي الجمعيات ؟!، أيَعتبر السيد الرئيس عادياً و مستساغاً تغيير فحوى شراكة كما اقترحها صاحب المشروع والإختصاص ويطالب في نفس الوقت بتنفيد الإتفاقية كما غيرها وكما يحلو له ؟!”.

 

وزاد متسائلا: “لماذا يُجهد سيادة الرئيس نفسه ويعوّم الموضوع في تفاصيل كلها تسفيه للشريك الثالث و تناقض في ما يعتقده براهين لإقصائه ؟..كيف يفسر الرئيس المستفَز،  احتجاجه على نقل تلاميذ أولاد نومر نحو مدرسة خصوصية بتيزنيت متناسياً أن سيادته عضو في لجنة تتبع صرف دعم المجلس الإقليمي للجمعية المدبرة”.

 

وردا على اتهام رئيس المجلس الاقليمي بممارسة الحسابات السياسية الضيقة في هذا الملف، قال ” غازي ”  – إذا كان سيادة الرئيس يلمّح إلى كون الدائرة الإنتخابية لأولاد نومر يتواجد بها مستشار ينتمي لحزب التجمع الوطني للأخرار، فليتذكر حضرته أن دائرة إزويكا، التي يقترح جمعية تنتمي إليها، يتواجد بها أيضا مستشار بلون الأحرار !..بل أذكره أن نتائج انتخاب مجلس المعدر الكبير الذي يترأسه سيادته باسم حزب العدالة والتنمية، يضم أغلبية مطلقة من حزب الأحرار (8 من 15) ولولا إعمال “القرصنة والغدر” على حد تعبيره، من طرف من كان التجمعيون أوفياء للتحالف معهم في المجلس الإقليمي و كل جماعات الإقليم، لما أُتيح للرئيس أن يعتلي منبر الرئاسة الذي يخاطبنا من أعلاه بمواعظ الفاروق عمر” .

 

واوضح رئيس المجلس الاقليمي أنه لو كانت تحركاته ذات نزعة الحسابات الضيقة الإنتخاباوية لما حرص منذ ولايته الأولى في المجلس الإقليمي على جعل أعمال المجلس وتدخلاته و أغلب مشاريعه تتسم إما بالشمولية، أو مؤسسةً على مقاربة تحسم في الفرز بين المشاريع؛ أو مؤسسة على آلية محددة المعايير بإطار مرجعي.

 

يذكر أن أزمة التحالف السياسي بين ” البيجيدي ” والأحرار ظهرت مؤخرا بشكل لافت في مجموعة من الملفات محليا، خصوصا بإحدى نقط دورة 20 فبراير لجماعة تيزنيت، ففي الوقت الذي صوت فيه منتخبوا العدالة بالقبول على أن الجماعة ستتقاسم مصاريف التجهيز بالمناطق التي عرفت إعادة الهيكلة ( 50% للجماعة 50% للمواطن)، صوت منتخبو التجمع الوطني للأحرار ضده.

 

كما تم تسجيل رفض اتفاقية شراكة التي تخص جمعية أبرناز لتنظيم السقي؛ لتسيير معلمة العين الزرقاء وتنظيفها؛ ببحيث صوت منتخبوا العدالة 12 لصالح الشراكة في حين صوت حلفاؤهم في التقدم والاشتراكية والتجمع الوطني للأحرار الى جانب مكونات المعارضة بالرفض للشراكة 15 فرد.

 

الأمر الذي فسره المتتبعون إلى هشاشة الاغلبية المسيرة للمجلس الجماعي لتيزنيت، وأزمة التحالف الحكومي بين “البيجيدي” و الاحرار ظهرت وطنيا في مجموعة من الملفات نذكر منها ” الرعي الجائر، الاستاذة المتعاقدين ، أزمة التجار ، المحروقات وغيرها من الملفات”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)