كيف كشف غياب سبيع تخبط مجلس الشرق في تقديم ميزانية 2020؟

 

شهد مجلس جهة الشرق، يوم الإثنين الماضي، نقاشا حادا بين رئيس المجلس عبد النبي بعيوي، والعضوة منى أفتاتي التي تنتمي لفريق العدالة والتنمية المعارض، حيث انتهى الجدل بانسحاب فريق المصباح إحتجاج على الرئيس والمنهجية التي إعتمدها في تقديم ميزانية السنة المقبلة.

 

الجدل وإن كان قد سبقت إرهاصاته من خلال الانتقادات التي وجهها أعضاء العدالة والتنمية للرئيس، وبالخصوص من جانب أفتاتي، إلا أنه بلغ ذروته عند التصويت على الجزء الأول من الميزانية.

 

ففي الوقت الذي خاض الأعضاء في الجزء الأول وبالتحديد في النفقات، عرض الرئيس الجزء على التصويت، وبعدما صوت أعضاء المصباح بالرفض، طالبوا باستكمال النقاش في شق النفقات في الجزء الأول، ومن ثمة التصويت عليه بشكل كامل، غير أن الرئيس إعتبر أن التصويت الذي تم هو تصويت على الجزء الأول برمته بمداخيله ونفقاته.

 

وفي السياق نفسه، كشف مصدر مطلع أن غياب النائب الأول لرئيس الجهة، خالد سبيع الإطار بوزارة المالية، والذي تعود على تقديم ميزانية جهة الشرق، كان لغيابه دور فيما حصل يوم الإثنين الماضي.

 

وأشار المصدر ذاته، أنه لو كان سبيع هو الذي قدم مشروع الميزانية، لأتبع نفس المنهجية المعهودة، سواء في المجلس أو حتى في البرلمان، على اعتبار أن الطريقة المألوفة والتي تحث عليها القوانين والمستمدة من روح الدستور هي طرح المداخيل للنقاش والتداول قبل الحسم فيها والمصاريف بجزئيها (التسيير والاستثمار)، والحسم فيها قبل الحسم في الجزء الأول برمته والانتقال إلى الجزء الثاني الذي يتضمن برمجة الفائض.

 

وأكد المصدر ذاته، أن الطريقة التي إعتمدها بعيوي في الحسم في مشروع قانون المالية، فوتت على الأغلبية فرصة تسجيل “هدف” واضح في مرمى المعارضة، ذلك أن مشروع الميزانية التي حضرها هذه السنة سبيع قلصت بشكل كبير النفقات اعتمادا على الارقام والمؤشرات الحقيقية المسجلة خلال السنوات الماضية في هذا الإطار، وكان من شأن ابراز ذلك في النقاش أن يؤكد على المجهود المبذول من قبل الاغلبية في سبيل ترشيد النفقات، وعلى العكس من ذلك تمكنت المعارضة بموقفها من تسجيل هدف من “هجمة مرتدة” يضيف المصدر ذاته.

 

وفي السياق نفسه، غاب عن دورة أكتوبر الأخيرة إلى جانب سبيع من الفريق الاستقلالي، العضوان بنفس الفريق الطيب المصباحي و إدريس بوشنتوف، وهو ما دفع العديد من المتابعين إلى التساؤل حول سبب هذا الغياب غير المألوف.

 

وفي الوقت الذي كشفت مصدر مطلع بأن سبيع كان له إلتزام “مهم”، في العاصمة الرباط، أكدت مصادر أخرى بأن سبيع غير مقتنع بطريقة تدبير بعيوي للمجلس، والأمر نفسه ينطبق على بوشنتوف، الذي “أغضب” الرئيس على حد تعبير المصدر نفسه، بسبب لقاء سابق نظم لفائدة التجار بمقر المجلس، وجه فيه التجار انتقادات لاذعة للرئيس بعيوي.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)