ذاكرة مكان: شمس بوست في شارع الحبيب بورقيبة بتونس.. من فضاء للترفيه إلى مكان للاحتجاج (الجزء الأول)

يعد شارع الحبيب بورقيبة من أهم وأكبر الشوارع العاصمة التونسية على الإطلاق، وقلبها النابض، فلا تستقيم الزيارة للعاصمة دون أن يقوم الزائر بجولة بهذا الفضاء الشاسع الذي يختزل الحياة العامة للتونسيين

 

فكل الطرق تؤدي إلى هذا الشارع الكبير ومن الجهات الأربع، فمجرد ما تدخل العاصمة تجد نفسك مضطرا لزيارة هذا المكان من أجل الاستمتاع بما يزخر به من فضاءات عمومية جميلة التي تبقى شاهدة على الورد والياسمين.

يمتد الشارع على مسافة تزيد عن 1500 متر، من قوس “باب بحر” غربا، إلى محطة تونس البحرية للقطارات المتجهة إلى الضواحي الشمالية للعاصمة شرقا، وتلتقي معه العديد من الشوارع الرئيسية كروما، والجزائر، وباريس، ومرسيليا، والقاهرة، واليونان، وقرطاج، ومحمد الخامس، وجمال عبد الناصر، وابن خلدون.

 

كان الشارع يحمل إسم “البحرية” خلال حقبة الإستعمار الفرنسي من “1881” إلى” 1956″ثم تحول إسمه سنة 1900 وأصبح يحمل ” جول فيري” وظل مرتبطا بهذا الإسم إلى أن أصبح سنة 1957 بعد استقلال البلد مشهورا بإسم الرئيس الراحل بالحبيب بورقيبة باني تونس الحديثة.

ويتميز الشارع بالعديد من المعالم التاريخية البارزة ، من بينها تمثال المؤرخ وعالم الاجتماع، عبدالرحمن بن خلدون التونسي، الذي أنجز منتصف سبعينيات القرن الماضي، في ساحة “الاستقلال”، إلى جانب المسرح البلدي الذي افتتح سنة 1902، وكان يسمى بـ”كازينو تونس” إضافة إلى الفنادق المصنفة والغير مصنفة والمطاعم والمقاهي والإدارات العمومية المنتشرة على طول هذا الشارع الكبير.

 

إلا أنه وبعد ثورة الياسمين التي وقعت يوم 14 يناير من سنة 2011 والتي أطاحت بنظام الرئيس السابق “زين العابدين بن علي” تغيرت الحياة بهذا الفضاء الشاسع وأصبح محتلا من طرف مختلف الأجهزة الأمنية وفقد لمعانه الثقافي والترفيهي وهذا ما سنقف عليه في موقع “شمس بوست”على أجزاء من خلال استضافة مجموعة من الوجوه التونسية التي ارتبطت ارتباطا وطيدا بهذا الفضاء الجميل.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)