أوريد من وجدة: فشلنا في التعليم.. واللغة العربية لم تبرح البيان

قال الروائي والمفكر المغربي حسن أوريد، أنه يحرص على حضور اللقاءات التي يدعى إليها، غير أنه كان لديه حرص خاص على الحضور أمس لوجدة لإلقاء محاضرة بقاعة الندوات بكلية الطب، في اللقاء الذي نظمته وحدة البحث في الهوية والاختلاف بكلية الآداب بجامعة محمد الأول.

 

وأبرز أوريد أنه يرتبط بوجدة بعدة روابط الأول كونه ينتمي إلى المنطقة الشرقية، ثم أنه قضى ردحا من الزمن في عاصمة الشرق، عندما قصدها وهو في حالة تشبه “الانهيار العصبي” في يوليوز 1995، قبل أن يلتقي بها مع المتنبي بأحد الشوارع المجاورة لسوق مليلية!.

 

كان لقائه الأول مع هذا الشاعر العربي الكبير، من خلال اقتنائه لكتاب طه حسين المعنون بـ”مع المتنبي”، قبل أن يعكف بوجدة على قرائته وقرائة ديوان المتنبي الذي حصل عليه فيما بعد بهذه المدينة.

 

وأكد أوريد أن تفاصيل المقام بصحبة المتنبي في وجدة، أثثت فصولا من روايته “رباط المتنبي”، والتي حرص على الإشارة إلى أن جزءا كبيرا من تفاصيلها وأحداثها صحيحة، بالطبع مع ما يستلزمه السرد الروائي من “كذب صادق”.

 

والحقيقة فإن ديوان المتنبي ألهم أوريد للخوض في أعطاب الثقافة العربية، و عدم قدرة اللغة العربية، خاصة في زمننا الحاضر على أن تبلغ الكونية أو كما قال: أن تكون حاملة للمعرفة.

 

وعلاقة بالأعطاب، أشار أوريد أن اللغة العربية “لم تبرح البيان” مع أنها لغة ذات امكانيات هائلة، إلا أنها ظلت في هذا المستوى.

 

وأشار إلى أن التطور مرتبط باعمال المعرفة العلمية، وبالتالي فإننا اليوم بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن نمكن اللغة العربية من الأدوات المعرفية، وهذا هو المطلوب والأمر الذي إعتبره اوريد صوابا، أو إتقان اللغات الأجنبية.

 

وحتى الترجمة من لغات أخرى يؤكد صاحب روايات “رواء مكة” و “سيرة حمار”، و “الموريسكي”، أنها تواجه تحديات عديدة، خاصة في ترجمة بعض المعاني من سياقات وثقافات أخرى، لا تقابلها مفاهيم دقيقة في الثقافة العربية، وهو الأمر الذي يتجاوز الإلمام باللغتين إلى ضرورة استيعاب الثقافتين.

 

وكان لوضع قطاع التعليم بالمغرب، نصيب في محاضرة أوريد، ففي خضم تفاعله مع أسئلة الحاضرين، أبرز الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، أننا فشلنا في هذا الملف، ولا يبدو إلى الأن حسب أوريد أننا نتلمس الطريق الصحيح نحو إصلاح التعليم.

 

و أضاف أن الوضع ربما يحتاج إلى مناظرة، إلى وقفة للخوض في هذا الملف بالنقاش اللازم، وليس الاقتصار فقط على محاورة النقابات، على اعتبار أن الملف لا يعني النقابات وحدها وانما يعني الجميع ويحتاج بالأساس إلى الإستماع إلى ذوي الخبرة، لأن مجال التعليم ليس مجالا للتوافقات بقدر ما يلزم التعاطي معه بالحزم اللازم.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)